هل الإجهاد والتوتر يسبب تساقط الشعر؟ ما مدى تأثير الحالة النفسية على صحة الشعر؟
وفقاً للعديد من الدراسات التي أجريت في أمريكا تبين أن معدلات التوتر والإجهاد في تزايد ملحوظ بين مختلف فئات المجتمع وذلك إما بسبب المشاكل العائلية أو بسبب ضغوطات العمل المستمر أو حالات الدراسة المرهقة، حيث يكمن لهذا الإجهاد والتوتر أن يسبب مشاكل صحية عضوية كالصداع في الرأس أو آلام الصدر والعضلات ومشاكل في المعدة أيضاً، وفي أسوء الحالات يمكن أن يتطور إلى مشكلات نفسية خطيرة قد تعيق نمط الحياة الطبيعي، و يرى الكثير من الباحثين و الخبراء في مجال الشعر أن صحة الشعر مرتبطة بشكل كبير بالحالة النفسية للفرد، حيث إذا عانى شخص ما من مشاكل التوتر والإجهاد فإنه معرض لمشاكل تساقط الشعر في فترة ما من حياته، و لهذا سنحاول في هذا المقال أن نوضح هل للإجهاد والتوتر سبب في تساقط الشعر وما مدى تأثير الحالة النفسية على صحة الشعر.
هل يسبب الإجهاد والتوتر مشاكل تساقط الشعر؟
إن تساقط الشعر هو حالة جلدية شائعة تصيب الرجال والنساء من مختلف الأعمار، في أغلب الأحيان تكون بسبب عضوي كداء الثعلبة وغيرها من الأمراض التي تصيب فروة الرأس أو الجسم بشكل عام. لكن في المقابل لا يلقي الكثير من الأشخاص بالاً لتأثير الحالة النفسية على صحة الشعر، فقد تكون أحد أسباب تساقط شعركِ القلق والإجهاد بسبب ساعات العمل الطويلة أو بسبب بعض المشاكل العائلية أو العاطفية. ومن المفارقات العجيبة أن مشاكل التساقط يمكن أن تكون هي الأخرى سبباً في العديد من المشاكل النفسية من فقدان الثقة بالنفس والاكتئاب والرهاب الاجتماعي و الاضطرابات في الشخصية بسبب فقدان ذلك المظهر الجمالي الذي اعتاده الشخص في حياته الاجتماعية، وفي الجهة المقابلة نجد أن الضغوطات النفسية أيضاً تساهم في تفاقم مشاكل تساقط الشعر مما يؤدي بنا إلى حلقة مفرغة تماماً.
لذلك وفي رحلتكِ لمعرفة سبب تساقط شعرك عليكِ أولا إستبعاد الأسباب العضوية أولاً وذلك بزيارة الطبيب المختص وإجراء جميع الفحوصات اللازمة، بعدها عليك التأكد من بعض الأشياء في نمط حياتك الطبيعي التي من شأنها التأثير على صحتك النفسية وبالتالي التأثير على صحة الشعر، حيث عليكِ مراجعة نظامكِ الغذائي والمكان الذي تعيشين فيه أو تعملين فيه وتقيسين مدى راحتك عندما تكوني متواجدة به، كما عليك مراجعة الأشخاص الذين من حولك، أيضاً مراقبة جودة نومك وعدد الساعات التي تستغرقينها في النوم، كل هاته الخطوات من شأنها التحكم نوعاً ما في التوتر والإجهاد خلال ممارسة حياتك اليومية.
علاقة التوتر والقلق بمشاكل تساقط الشعر
في دراسة أجريت في المملكة المتحدة أظهرت أن ١٩.٧% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم من ١٦ عامًا فما أكثر يعانون من القلق والتوتر وذلك لأسباب مختلفة، لذلك إذا كنتِ تعانين من القلق والإجهاد والتوتر لفترات معتبرة فإن إحتمال تعرضكِ لمشاكل تساقط الشعر في مرحلة ما من حياتك كبيرة مقارنة بالأشخاص الآخرين.
حيث إن تعرضكِ للإجهاد والقلق لفترات طويلة يؤدي إلى حدوث مشاكل في مراحل نمو شعرك وبالتالي لا ينمو بصورة صحيحة فيحدث خلل في التوازن الطبيعي للشعر من النمو والتساقط. وفي بعض حالات التوتر الشديدة تظهر حالة ما تسمى بـ هوس نتف الشعر حيث يقوم الشخص بنتف شعره دون أن يدرك ذلك مما يؤدي في الأخير إلى نتف كميات كبيرة من الشعر مما يساهم في تفاقم مشكلة التساقط.
كما يمكن أن يؤدي الإجهاد والتوتر الذي يستمر لفترات طويلة للدخول في حالات إكتئاب فعلية التي قد تؤثر على صحة الشعر، حيث لاحظ الأشخاص الذين مرّوا بفترات إكتئاب أن شعرهم أصبح أكثر جفافاً وهشاشة و سهل التكسر أيضاً، كما أن بعض الأدوية التي قد يصفها الطبيب لمعالجة الإكتئاب قد تكون لها بعض الآثار الجانبية التي من بينها تساقط الشعر، لذلك إذا كنتِ تتناولين الأدوية المضادة للإكتئاب ولاحظتِ بدأ تساقط شعركِ فعليكِ استشارة طبيبك من أجل تغيير هاته الأدوية إلى أدوية أخرى لا تكون لها آثار جانبية ملحوظة على الشعر.
علاقة الإجهاد بتساقط الشعر
عند تعرض الجسم إلى الضغط النفسي أو الجسدي يمكن أن تتأثر أو تتوقف مرحلة نمو بصيلات الشعر من دورة حياة الشعر، حيث يدفع الإجهاد بصيلات الشعر إلى مرحلة الراحة، وهذا ما يوقف نمو الشعر لتبقى بصيلات الشعر كامنة لمدة ثلاثة أشهر تقريباً قبل أن تتساقط في النهاية، و بمجرد أن يتوقف التوتر ستبدأ دورة نمو شعركِ في العودة إلى طبيعتها ليتوقف بذلك تساقط شعركِ.
بعض النصائح لتجاوز مرحلة التوتر والإجهاد
من ناحية أخرى، فإن تساقط الشعر المستمر الذي لا يمكن ربطه إلى أي مشكلة تتعلق بالصحة البدنية قد يكون متعلقاً أساساً بالصحة النفسية، لذلك اذا كنتِ تعتقدين أن سبب التساقط راجع إلى التوتر والإجهاد وغيرها من المشاكل النفسية الأخرى فيجب عليك اللجوء إلى طبيب أخصائي في علم النفس ليساعدك على:
- تقديم الدعم في معالجة الاضطراب العاطفي أو المشاكل العائلية.
- التعرف على استراتيجيات التأقلم الصحية مع التوتر والاكتئاب.
- تقديم إرشادات حول ممارسات الرعاية الذاتية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض.
- في بعض الحالات، قد يساعدك المعالج أيضاً في تحديد ومعالجة الأعراض المحددة التي قد تتعلق بتساقط الشعر.
بعض الطرق البسيطة لتجنب تساقط الشعر الناتج عن التوتر
- الحرص على ممارسة الرياضة بشكل يومي حيث تساعدك على التخلص من الطاقة السلبية ونسيان الأمور التي تسبب لك القلق والتوتر كما تساعدك كثيراً على تعديل ساعات نومكِ.
- الحرص على النوم باكراً مع التأكد من النوم لعدد كافٍ من الساعات.
- إتباع نظام غذائي صحي غني بالمعادن والفيتامينات التي تساعد على الحد من تساقط الشعر وتعزيز نموه.
- تجنب المأكولات التي تسبب تهيج وضعف فروة الرأس خاصة السكريات والمشروبات السكرية.
- التأكد من إستخدام شامبو مناسب لنوعية شعرك وتجنب احتواء الشامبو على الكبريتات وذلك للحفاظ على صحة شعرك.
- القضاء بعض الوقت مع عائلتك وأصدقائك وذلك لنسيان ضغوطات العمل.
متى يجب علي الذهاب لزيارة الطبيب؟
من الأفضل دائمًا التحدث مع طبيب الأمراض الجلدية أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية حول أي تساقط للشعر يثير قلقك حتى لو كانت لديك أعراض التوتر والاجهاد وصحتك النفسية ليست على ما يرام، فإن تساقط الشعر يحدث غالباً لأسباب أخرى، حيث بدون معرفة السبب الدقيق وغياب العلاج المناسب، يمكن أن يتفاقم الأمر ويتحول إلى الصلع النهائي.
و نظراً لتساقط شعركِ بكمية كبيرة يمكن أن يسبب لكِ هذا التوتر والقلق ويساهم في تفاقم الحالة المزاجية السيئة لديكِ، ليكون ذلك سبباً يغذي الشعور بالإكتئاب ويساهم في ارتفاع مشاعر التوتر والقلق، وليس العكس لذلك عليك التأكد من زيارة الطبيب أو أخصائي للعناية بالشعر إذا لاحظتِ أيا من الأعراض التالية:
- إنتفاخ أو تغيرات في الوزن.
- مشكلة في الذاكرة والتفكير.
- تعب مستمر واضطرابات في النوم.
- الأرق والعصبية.
- جلد جاف أو رقيق.
- ضعف العضلات.
- بقع من الجلد المتهيج أو المتقشر، خاصة على فروة رأسك.
- تساقط الشعر في جميع أنحاء جسمك.
- كتل من الشعر على وسادتك أو في المصرف أو الفرشاة أو المشط.
- بقع صلعاء.
خلاصة:
بعدما أدركتِ أن حالتك النفسية لها تأثير معتبر على صحة الشعر، التي قد تكون في بعض الحالات هي السبب الرئيسي لمشاكل تساقط الشعر، لذلك وجب عليكِ إتباع نمط حياة صحي من خلال التقليل من التوتر والإجهاد والإهتمام أكثر بصحتك النفسية من خلال تخصيص بعض الوقت لممارسة بعض الأنشطة اليومية التي تساعد على التحكم في التوتر والتغلب على الإجهاد.